تخلد المرأة المغربية ومعها كل الفعاليات و الهيئات التي تحترم المرأة ككيان و تؤسس لثقافة تتجاوز التمثلات المناسباتية و النمطية للمرأة ، و تقدر المرأة كقيمة إنسانية و طاقة مبدعة و منتجة و شريك أساسي لا يمكن القفز عليه لبناء المجتمع و المضي قدما في سبيل تطويره و تنميته على مختلف المستويات التي يمكن تصورها وانسجاما مع عمق و فلسفة هذا التخليد،نظم النسيج الجمعوي للتنمية بورزازات يومي 08 و 09 مارس 2014 ، المنتدى النسوي الأول للتنمية بورزازات ، تحت شعار: "المرأة شريك ة في التنمية" بقاعة القصر البلدي. وحسب بيانه الختامي الصادر بتاريخ 09 مارس 2014 .فإن النسيج الجمعوي للتنمية بورزازات يخلد اليوم العالمي للمرأة هذه السنة، في سياق دولي يتسم باستمرار و تصاعد الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان بشكل عام و حقوق النساء بشكل خاص كالحق في الحياة ، والحق في الأمن والسلامة الجسدية ، وارتفاع معدلات البطالة بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية و الحروب . بالإضافة إلى تنامي القوى المعادية لحقوق الإنسان ولحقوق المرأة بشكل أكبر مما يهدد في الصميم كل المكتسبات التي انتزعتها الحركة النسائية والحقوقية و قدمت في سبيلها العديد من الضحايا و التضحيات. هذا و على المستوى الوطني فإن النسيج الجمعوي للتنمية بورزازات ، يؤكد على ان اليوم العالمي للمرأة، يأتي في ظل استمرار تزويج القاصرات ،و تعدد الزوجات، و ارتفاع نسبة الطلاق، و العنف الزوجي رغم مضي العشرية الأولى على تطبيق مدونة الأسرة ، ما ينم عن اختلالات وجب تصحيحها لعل من أهمها ،السلطة التقديرية الواسعة الممنوحة للقضاة في شؤون الزواج. وعلى المستوى الاقتصادي والاجتماعي و السياسي ، نسجل استمرار معاناة النساء مع البطالة والفقر والتهميش والإقصاء و تفشي الأمية خاصة في العالم القروي والأحياء المهمشة في المدن. كما نسجل استمرار اللامساواة في الولوج للمناصب العليا و مراكز القرار ، في ظل دستور جديد و ترسانة قانونية جد متقدمة و لكنها لم تعريف طريقها للتنزيل و التفعيل . و قد دعى النسيج الجمعوي أمام هذا الواقع المرفوض للنساء و الذي يحتاج لمجهود مضاعف و إرادة سياسية أكبر للرقي بأوضاع المرأة على جميع المستويات ، إلى التنزيل الفوري للدستور بكل ما يعنيه من إقرار فعلي بسمو المواثيق والمعاهدات الدولية على القوانين الوطنية خاصة المرتبطة بحقوق النساء.وإحداث و تفعيل هيئة المناصفة ومكافحة كل أشكال التمييز ضد النساء وفق المعايير الدولية،مع تمكين النساء من الولوج للمناصب العليا ومراكز القرار السياسي والاقتصادي بإعادة النظر في المعايير المعتمدة لذلك عبر إقرار الميزانيات المستجيبة للنوع الاجتماعي وطنيا ، جهويا و محليا.وكذا مراجعة مدونة الشغل لتلائم اتفاقيات منظمة العمل الدولية بما يضمن المساواة في العمل والأجر، وحماية الحق في الأمومة.ومراجعة مدونة الأسرة لتصحيح النقائص و الإختلالات التي ظهرت بعد عشر سنوات من التطبيق.والعمل على وضع و تفعيل إستراتيجية القرب في قضاء الأسرة خاصة في العالم القروي للحد من تنامي الزيجات غير الموثقة ، و عدم تسجيل الأطفال و زواج القاصرات وتعدد الزوجات وتغيير الصورة النمطية للمرأة في برامج التعليم والإعلام ،وغيرها من المشاكل المهددة لكيان الأسرة باعتبارها النواة الصلبة للمجتمع. كما أدان النسيج الجمعوي للتنمية بورزازات بهذه المناسبة كل أشكال التمييز ضد المرأة والمس بكرامتها، ويعلن عن تشكيل التنسقية المحلية للعمل النسائي بورزازات ، و يدعو جميع الجمعيات و الفعاليات النسائية بالإقليم للانضمام إليها لترسيخ فعل تشاركي منتظم غير مناسباتي للترافع عن حقوق النساء في العدل و المساواة و الكرامة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق